صناعة السيارات اليابانية
بدأت صناعة السيارات في اليابان في عصر التايلشو الذي حكم بين عامي 1812 -1926. ففي عام 1904 أنتجت شركة تورام أول حافلة مصنعة محليا وكان مصدر الطاقة فيها يعتمد على البخار. وفي عام 1907 أنتجت شركة كومانوسوكي سيارة التاكمري وكانت أول سيارة يابانية تسير بطاقة البنزين. وبدأت مجموعة زيتسو التجارية بصناعة أول سياراتها في منتصف عام 1910 وكانت تصمم سياراتها الخاصة أو تتعاقد مع الشركات الأوروبية لإنتاج وبيع السيارات والشاحنات في اليابان بموجب تراخيص من تلك الشركات. ومنذ ذلك الوقت زاد الطلب على الشاحنات المصنعة محليا من قبل الجيش الياباني قبل الحرب العالمية الثانية مما دفع الكثير من الشركات اليابانية المصنعة للصواريخ والقذائف إلى صنع السيارات بدلا من صناعة الأسلحة.
شكلت نهاية الحرب العالمية الثانية نقطة تحول في مجال صناعة السيارات. فبعد نهاية الحرب قامت مجموعة من الشركات تحت قيادة الحكومة والجيش الأمبراطوري بتصنيع شاحنات عسكرية مما شجع على افتتاح شركات جديدة لتصنيع السيارات مثل تويوتا ونيسان. وقد منعت قوات الحلفاء إنتاج السيارات حتى عام 1950 مما حصر إنتاج الشركات اليابانية بعدد محدود من الشاحنات. وسرعان ما قامت نيسان وتويوتا بمباشرة العمل من جديد. وأصبحت اليابان موطنا لعدد كبير من الشركات المصنعة للسيارات ومركبات البناء والدراجات النارية والمركبات المستخدمة في مختلف التضاريس مثل سيارات تويوتا وهوندا ودايهاتسو ونيسان, وسوبارو وايسوزو, وكاوازاكي وياماها وميتسوكا.
وقد فازت السيارات اليابانية بعدد من الجوائز العالمية في مؤتمرات دولية للسيارات. وارتفعت صادرات اليابان من سيارات الركوب في السبعينيات بشكل كبير. وانتشرت السيارات اليابانية في كافة مناطق العالم مثل أمريكا وألمانيا والمملكة المتحدة. وأرتفعت مبيعات وعائدات الشركات المصنعة للسيارات من عام 1980 إلى عام 1990. وفي التسعينيات كانت صناعة السيارات اليابانية في أوجها بسبب أسعارها المقبولة وقوة أدائها حتى أصبحت اليابان أكبر دولة منتجة للسيارات في العالم في العام 2002. ومع ذلك انخفضت حصتها في السوق قليلا بسبب المنافسة الشرسة مع الشركات الكورية والصينية. ومع العام 2008 ازدهرت تجارة السيارات اليابانية مرة أخرى لتتجاوز تويوتا أكبر الشركات العالمية وهي جنرال موتورز وتصبح أكبر شركة مصنعة للسيارات في ذلك العام. وتعتبر اليابان اليوم ثالث سوق لبيع السيارات في العالم وأصبحت الصين أكبر منتج للسيارات في العالم. ومع ذلك تبقي اليابان حجر الزاوية لهذه الصناعة العالمية. وقد اسهمت صناعة السيارات في إنعاش الاقتصاد الياباني وتوفير فرص عمل للأيدي العاملة والخبراء في اليابان حيث بلغ عدد العمال في مجال تصنيع وتجميع السيارات ما يقارب 5.5 مليون شخص.